كيفية إعلان افلاس شركة في المانيا

في سياق التجارة والأعمال، قد تواجه الشركات في المانيا او اي دولة اخرى تحديات مالية متنوعة قد تؤدي في بعض الأحيان إلى الوصول إلى حالة الإفلاس.

تلك المشاكل الاقتصادية والمالية قد تنشأ نتيجة لظروف اقتصادية غير مستقرة. أو إدارة غير فعالة، أو تغيرات في السوق، وغيرها من الأمور. في هذا السياق. يصبح إعلان الإفلاس خيار يتعين على بعض الشركات النظر فيه للتعامل مع الصعوبات المالية.

يهدف هذا المقال إلى استكشاف الجوانب القانونية لعملية إعلان الإفلاس. حيث سنلقي الضوء على الخطوات والإجراءات التي يجب اتخاذها عند مواجهة الشركة لتلك التحديات. سنتناول كيف يمكن للشركة اللجوء إلى القوانين الخاصة بالإفلاس في بلدها، مع التركيز على السياق القانوني في ألمانيا.

كيفية تقديم طلب الافلاس الشركة في المانيا

يكون ذلك بإتباع الخطوات التالية:

1. التقديم للمحكمة:

1. أولاً وقبل كل شيء، يجب على الشركة تحديد المحكمة المختصة حسب نوعها. في حالة الشركات الفردية، تُقدم الشركة الطلب للمحكمة المحلية (Amtsgericht)، ويجب أن تكون هذه المحكمة في المنطقة التي يقع فيها المقر الرئيسي للشركة. أما في حالة الشركات الكبيرة، يتم تقديم الطلب لمحكمة الإفلاس (Insolvenzgericht)، وهي تابعة للمحكمة الإقليمية (Landgericht) المختصة بالموقع الرئيسي للشركة.
2. يقوم الشخص المخول بتقديم الطلب بتحضير وتقديم ملف إفلاس إلى المحكمة المختصة. يشمل ذلك معلومات حول الشركة ووضعها المالي الحالي.
3. قد تطلب المحكمة مستندات إضافية تثبت حالة الإفلاس وتفاصيل الوضع المالي للشركة. يمكن أن تتضمن هذه المستندات التقارير المالية، وقائمة بالأصول والالتزامات، وتقارير إدارية.

2. تعيين مسؤول الإفلاس (Insolvenzverwalter):

مسؤول الإفلاس (Insolvenzverwalter) عادة لا يكون جزء من الشركة المفلسة، بل يكون شخصا خارجي متخصص في إدارة حالات الإفلاس. يتم تعيينه من قبل المحكمة للقيام بدور محايد وفعال في إدارة عمليات الإفلاس.

تكون خبرته في مجال إدارة الإفلاس والشؤون القانونية المتعلقة بها، مما يسمح له بفهم تحديات الشركة المفلسة وتحديد الخطوات الضرورية لتحقيق أفضل نتيجة ممكنة للدائنين. يكون دوره محوريا في تحديد مصير الشركة المفلسة، سواء كان ذلك من خلال إعادة التنظيم أو التصفية.

إذا كان مسؤول الإفلاس قد عمل مسبقا مع الشركة المفلسة، فإنه يجب أن يكون حياديا ويعمل في مصلحة الدائنين وتحقيق الأقصى من القيمة لهم.

3. تعليق السداد (Moratorium):

تعليق السداد أو Moratorium هو مصطلح يستخدم للإشارة إلى فترة زمنية مؤقتة تعلن فيها الشركة عن تأجيل أو تعليق سداد الديون والالتزامات المالية المستحقة. يتم تحديد هذه الفترة بالتنسيق مع المحكمة ومسؤول الإفلاس أثناء إجراءات الإفلاس.

خلال فترة التعليق، يتم منح الشركة الوقت للتنظيم وإعداد خطة للتعامل مع ديونها وإعادة هيكلة أو تسوية الالتزامات المالية. هدف هذه الفترة هو إعطاء الشركة فرصة لاستعادة توازنها المالي، وتحديد مسار تحقيق أقصى قيمة للدائنين أو للتحضير لعملية التصفية إذا كانت الحالة المالية غير قابلة للتحسين.

تعليق السداد يتيح للشركة التحكم بشكل أكبر في إدارة الأزمة المالية وتقديم خطة مستدامة تمكنها من البقاء أو على الأقل تحقيق أقصى فائدة للدائنين في حالة الإفلاس.

4. إعداد خطة إعادة التنظيم (Sanierungsplan) أو تصفية الأصول (Insolvenzplan):

في هذه المرحلة، يتم الحديث عن اثنين من الخيارات التي يمكن اتخاذها خلال عملية الإفلاس، وهما “إعداد خطة إعادة التنظيم” (Sanierungsplan) أو “تصفية الأصول” (Insolvenzplan):

1. إعداد خطة إعادة التنظيم (Sanierungsplan):

عندما يكون هدف الشركة البقاء وإعادة هيكلة نفسها بحيث تصبح قادرة على الاستمرار في العمل، يتم إعداد خطة إعادة التنظيم. تتضمن هذه الخطة مقترحات وترتيبات تهدف إلى تحسين الوضع المالي للشركة. قد تشمل هذه الخطة إعادة جدولة ديون، وتقليل التكاليف، وزيادة إيرادات الشركة، وتنفيذ إجراءات لتعزيز الاستدامة المالية.

2. تصفية الأصول (Insolvenzplan)

في حالة عدم إمكانية إعادة التنظيم بشكل فعال وإذا كان من الأفضل التخلص من الأصول لتسديد الديون، يتم إعداد خطة لتصفية الأصول. يتم بيع الأصول وتوزيع العائدات بين الدائنين بناء على ترتيب الأولويات القانونية. يكون ذلك ضروري في حالة عدم وجود فرص كافية لإعادة هيكلة الديون واستمرار الأعمال بشكل فعال.

إجراءات كل من الإعادة التنظيم وتصفية الأصول يتم تحديدها وفقًا للظروف الفردية للشركة وأهدافها والتحديات التي تواجهها خلال عملية الإفلاس.

5. اجتماع الدائنين (Gläubigerversammlung):

في هذه المرحلة يعقد اجتماع خلال عملية الإفلاس ويضم مجموعة من الدائنين الذين لهم مطالب مالية من الشركة المفلسة. توضح هذه المرحلة أهمية هذا الاجتماع في سياق الإفلاس.

لفهم معنى هذه المرحلة، يمكن توضيح النقاط التالية:

1. اجتماع الدائنين:
   • يعقد اجتماع الدائنين لمناقشة ومراجعة الوضع المالي للشركة المفلسة والتعرف على الخطة المقترحة للإفلاس. يشمل الحضور في هذا الاجتماع الدائنين الذين قد يكونون ممثلين لفئات مختلفة من الديون، مثل الدائنين الآمرين بالأولوية والدائنين العاديين.
2. عرض الوضع المالي والخطة المقترحة:
   • يقدم مسؤول الإفلاس وفريق الشركة المفلسة الوضع المالي الحالي والتفاصيل المتعلقة بالخطة المقترحة للدائنين. يتيح هذا الاجتماع للدائنين فهم كيف سيتم التعامل مع ديونهم وكيف سيؤثر الإفلاس على مصالحهم.
3. التصويت على الخطة:
   • يتم في العديد من الحالات تقديم الخطة للتصويت من قبل الدائنين. إذا تمت الموافقة على الخطة من قبل غالبية الدائنين، فإنها يمكن أن تصبح جزءًا من عملية الإفلاس وتنفيذها.

اجتماع الدائنين هو جزء حيوي من عملية الإفلاس حيث يتيح للدائنين فرصة المشاركة في صنع القرار وفهم كيف ستؤثر عملية الإفلاس على حقوقهم وديونهم.

6. تنفيذ الخطة:

تنفيذ الخطة يشير إلى تحويل الخطة المقترحة لإعادة التنظيم أو تصفية الأصول إلى واقع من خلال اتخاذ الخطوات اللازمة لتحقيق ما تمت الموافقة عليه خلال اجتماع الدائنين. إليك شرحٌ أكثر تفصيلاً:

• الموافقة على الخطة:
  • إذا تم التصويت بأغلبية الأصوات لصالح الخطة خلال اجتماع الدائنين، وتم الموافقة عليها من قبل المحكمة، يتم الانتقال إلى مرحلة تنفيذ الخطة.
• تنفيذ التدابير القانونية:
  • تعتمد الخطوات الفعلية لتنفيذ الخطة على نوع الخطة. في حالة إعادة التنظيم، قد يشمل التنفيذ تعديل جداول الديون، وتنظيم عمليات الأعمال، وإجراء تغييرات هيكلية. في حالة تصفية الأصول، يتضمن التنفيذ بيع الأصول وتوزيع الأموال بحسب ترتيب الأولويات.
• تنسيق مع مسؤول الإفلاس:
  • يتعاون مسؤول الإفلاس مع الشركة لتحقيق أهداف الخطة وضمان أن تنفيذها يتم بشكل قانوني وفعّال. يقوم مسؤول الإفلاس بإشراف على العمليات وتوجيه الجهود نحو تحقيق الأهداف المحددة في الخطة.
• تقديم تقارير للمحكمة:
  • خلال فترة التنفيذ، يقوم مسؤول الإفلاس بتقديم تقارير دورية للمحكمة حول تقدم عمليات الإفلاس ومدى التزام الشركة بتنفيذ الخطة بنجاح.
• تحقيق الأهداف المالية:
  • يتم تنفيذ الخطة بهدف تحقيق الأهداف المالية المحددة، سواء كان ذلك بتحسين الوضع المالي للشركة أو بتوزيع الأموال بشكل عادل على الدائنين.
• تنفيذ الخطة هو مرحلة حرجة في عملية الإفلاس حيث يتم تحويل القرارات الفعلية إلى إجراءات عملية تؤدي إلى تحقيق أهداف الإعادة التنظيم أو تصفية الأصول.